ابن الاسلام عضوية فضية
عدد المساهمات : 144 تاريخ التسجيل : 16/06/2011
| موضوع: الطرد والعكس 2011-07-11, 23:06 | |
| الطرد والعكس
أولع شعراء العصر العثمانى بألوان شعرية جديدة إلى جانب الأغراض الشعرية المعروفة، رغبة فى التجديد، وفى إظهار براعتهم الغوية وتفوقهم الأدبى، وقد عدها الدراسون شكلاً من أشكال التجديد الذى لم يكتب له البقاء ليومنا هذا، لاعتمادها على التكلف والصنعة، ومن هذه الألوان الشعرية الطرد والعكس وهو } أن ينظم الشاعر قصيدة تقرأ على وجوه متععدة { كما عد كثير من الدارسين هذا اللون من محدثات العصريين الايوبى والمملوكى ومثلوا له بقول العماد الأصفهانى للقاضى الفاضل فى العصر الايوبى حين أراد أعتلاء صهوة فرسه فقال "سر فلا كبا بك الفرس" فر عليه القاضى الفاضل قائلاً: "دام علا العماد" حيث تقرأ من اليمين إلى اليسار ومن اليسار إلى المين دون تغير فى المعنى وهو ما يسمى (ما لا يستحيل بالانعكاس ) أما فى مجال الشعر فيعد صفى الدين الحلى مبتدع هذا اللون فى العصر المملوكى، حيث امتاز عمله هذا بالبساطة والعفوية.
ينتقسم الطرد والعكس إلى أقسام عدة منها: الطرد مدح والعكس هجاء، اى ان يكون مديحاً حين يقرأ من اليمين إلى اليسار، وهجاء حين يقرأ من اليسار إلى اليمين، وذلك مثل قول الشاعر ابن الأفرنجية من شعراء حلب فى القرن الثامن عشر الميلادى
عدلوا فما ظلمت بهم دول *** سعدوا فما زلت بهم قدم بذلوا فما شحت لهم شيم *** رشدوا فلا زالت لهم نعم
يصف الشاعر ممدوحيه فى البيتين بأنهم يتسمون بالعدل، والسعادة، والكرم، والعلم، والحكمة ولكننا إذا قرأنا البيتين من اليسار إلى اليمين أصبح هجاء اى عكس الصفات السابقة فيكون البيتان هكذا
قدم بهم زلت سعدوا *** دول بهم ظلمت فما عدلوا نعم لهم زالت فلا رشدوا *** شيم لهم شحت فما بذلوا
ولا شك أن هذا اللون الشعرى صعب النظم، ويحتاج الى جهد عقلى كبير ، لقد أصبح هذا اللون الشعرى سمة من سمات العصر العثمانى لكنه مع ما فيه من تكلف وصنعة لا يخلو من الذكاء والطرفة والدقة والقدرة اللغوية الواسعة
قول القاضي الأرجاني مودته تدوم لكل هول ..... وهل كل مودته تدوم هذا البيت يقرا من الجهتين من بداية السطر إلى نهايته، ثم من نهايته إلى بدايته، دون اعتبار لتشكيل الحروف.
جزء من القصيده الرجبيّه حلموا فماساءَت لهم شيـم ..... سمحوا فما شحّت لهم مننُ سلموا فلا زلّـت لهم قـــدمُ ..... رشدوا فلا ضلّت لهم ســــننُ لها ميزة عجيبه هي: ان الأبيات، أبيات مدح وثناء ولكن عندما تقرأ بالعكس ولكن كلمة كلمة تكون أبيات هجائيه موزونة ومقفّاة.
وسوف تكون الابيات بعد قلبها كالتالي: مننٌ لهم شحّت فما سمحوا ..... شيمٌ لهم ساءَت فما حلموا سننٌ لهم ضلّت فلا رشــدوا ..... قدمٌ لهم زلّت فلا ســلمـوا قصيدة مدح لنوفل بن دارم اذا اكتفيت بقراءة الشطر الأول من كل بيت. فإن القصيدة تنقلب رأس على عقب. وتغدو قصيدة ذم لا مدح.
قصيدة المدح: إذاأتيـت نوفـــــــل بــن دارم ..... امير مخزوم وسيف هاشـم وجدتـه أظلـــم كـل ظالــــم ..... على الدنانيـــر أو الدراهـــم وأبخل الأعـراب والأعاجــــم ..... بعرضــــه وســــره المكـــاتـم لا يستحي من لوم كل لائـم ..... إذا قضى بالحق في الجرائم ولا يراعــي جانب المكــارم ..... في جانب الحق وعدل الحاكم يقرع من يأتيه سـن النـادم ..... إذا لم يكن مـن قـدم بقـادمقصيدة الذم: إذا أتيت نوفـــل بن دارم ..... وجــدته أظلــم كل ظالــم وأبخل الأعراب والأعاجم ..... لا يستحي من لوم كل لائم ولا يراعي جانب المكارم ..... يقرع من يأتيه ســن النادم
| |
|